تجربة حياة ..

بسم الله الرحمن الرحيم

اولآ اود ان استعير اسم برنامج الصحفى الشهير محمد حسنين هيكل لسرد هذا الموضوع الذى هو فعلآ تجربة حياة عشتها واحببت ان اسردها لكم لعل وعسى ان تأخذوا ايجاباتها وتتركوا سلبياتها حياة خريج جامعى كل ما كان يتمنا قبل ان يدخل الجامعة ان يلتحق بأحدى المعاهد الصناعية نظام السنتان نظرا لما كنت اشاهده فى مدرستى الفنية الصناعية بالأسكندرية من احباط لكل محاولات التفوق نظرا للفشل الذريع الذى تحياه المدارس الثانوية الصناعية فى مصر ناهيك طبعا عن نظام التعليم الفاشل بالثلاثة التى تحياة مصر الأن ...

ولكننى كنت على امل فى الله سبحانة وتعالى فى ان يتحقق حلم ابى فى ان اصل الى مراحل التعليم العالى لأختلف عن كل ما يحوط بى من فشل فى التعليم ..ذاكرت وتعبت حقا وسهرت وكنت من هواة ان نجتمع سويا مع زملائى ليلة عندى وليلة عندهم نواصل الليل بالنهار من اجل المذاكرة فقط لا غير كنا نذهب لصلاة الفجر لنصليه ثم نذهب لشواطىء الأسكندرية والتى كانت تمتدنى بشىء من الأمل فى الله سبحانة وتعالى بمستقبل افضل بأذن الله ودخلت علينا الأمتحانات وكان توكلنا على الله وكان ونجحت وكنت من اوائل مدرستى ان لم اكن الأول على الأطلاق وكان على ان انتظر الفرج من عند الله وجاء الفرج بجواب الترشيح لكلية التعليم الصناعى بالسويس سعدت كثيرا ببلوغى مرحلة التعليم العالى وانا على عتبة نيل شهادة البكالريوس وجاءت الكلية لتحطم كل امالى فى تعليم افضل ومستوى ارقى فالأفكار كما هى والأحلام هى هى والكلام هو هو بل كان يزداد ضراوة على ضراوته وتزاد الأفكار تخلفا على تخلفها فلم اجد ما اعيشه فى الكلية من فكر وعلم وثقافة فندرجت مع المندرجين فى مسالك الجهلاء وعشت معهم فى غيبوبة الجهل ولكننى مللت ما انا فيه فثورت وانتفضت لنفسى معلنا تحررى من قيود التخلف والرجعية وناوشت وحاورت وبدأت تظهر ملامحى المعرضة لكل ما هو غير مجدى حتى طالتنى يد امن الجامعة من هنا وهنا وتعرضت لمضايقات لم يتعرض لها الا المجرمين ممن يملئون جامعتنا ولا يجدون من يثنيهم عن افعالهم والتى تلقى رواجا عند اصحاب القرار فهم لطفاء ظرفاء ينعشون السياحة بكل بذىء وكل هادم للأخلاق سواء كان بجلوسهم على نواصى الكليات فى سفورهم او فى لعبهم ولهوهم دون عمل ولا علم من المفروض ان نكون عليه حتى وصل بنا الحال ان الخريجين الذين سبقونا بأن يقسموا ان دخولهم الجامعة لم يزدهم الا ورقة مكتوب عليها بكالريوس ...

كانت الجامعة منقسمة على نفسها بين اخوان مسلمين وسلف ودول قسم والقسم الأخر انصار الحزب الحاكم وممثليهم فى الجامعة فى اتحاد الطلاب الذين ينجحون بدون ان ينتخبوا انفسهم حتى لنكون فى الجامعة اول خلفياتنا عن الديمقراطية التى نمارسها فلبا وقالبا لنجد شباب لا يعلم ماذا يريد سواء من انصار هذا القسم او ذاك فالقسم الأول الذى ينقسم على نفسه والذى اخذ التيار الدينى شعارا له بين اخوان مسلمون كل همهم السيطرة على مقاليد طلاب الجامعة من فكر وعقل مدعين ديمقراطية مزيفة لا يعلمون منها سوى اسم بدون ممارسة لأنهم مجرد عرائس تحركهم ايادى خفية بالخيط من اعلى قهم ينتهجون سياسات لا يعلمون منها الا خطوط فقط بينما تركوا ما يحشوا الخيوط لمن يحركوهم من اعلى ولتنظر الى القسم الأخر لتجدهم جماعات اسلامية متشددة رافضة لكل دواعى المدنية والتقدم وحصروا الأسلام فى لحية وبنطلون قصير وراحوا يملؤا الدنيا ضجيجا بفسقنا وعذاب ربنا الذى سينزل علينا لا محالة ولم يلتفتوا ان الله خلقنا فى الأرض لكى نعمرها مع عبادته وليس فى ان نترك دراستنا ومستقبلنا الذين هم تحت الصفر فيه ونجرى وراء زى انحصرت فيه كل معانى الأسلام الجميل ...

والقسم الأخر لبس زى واسع فضفاض مرن يليق بأى موقف يمر لو فلسطين اضربت يعمل مظاهرة لو العراق اضربت يعمل لوحة ويمكن مجلة ومفيش مانع يجيب شيخ من اللى التلاته برع جنيه ليهلل لسياسات مبارك وخبرته وحنكة نظامة .. شباب بيتنقوا على الفرازة زى ما الكتاب بيقول وفى محاولة منى لكسر هذا اللغط حول الأنتخابات لأتحاد الطلاب اخذت قرار فى قرارة نفسى ان اخوض تلك الأنتخابات وكان رد الفعل غير !!! انت اتهبلت متصدعش دماغى اه والله ده رد مسئول الأتحاد فى الكلية عندنا فالنتيجة محسوبة من اول السنة اللى فاتت احنا عايزين عيل سيس يعمل اللى نقولوا عليه وبس . . ميعدش بقا يصدعنا ويقولنا ديمقراطية وحقوق وواجبات عيل يفرح بالبدلة اللى الأتحاد بيديها لكل رئيس اتحاد ويفضل يلبسها !!!

تجربة حياة عشتها بكل مأسيها ونارها وحرقتها ولازلت اعيشها حتى الأن ولا اعرف الى متى سأظل اعيشها الى ميعاد غير معلوم الا عند الله ...

وجاء ميعاد التخرج اليوم الذى عشت اربعة سنوات على بريقه الذى لم يفارقنى يوما واحدا فلم اجد غير نور خافت يخرج من موبايلى يصاحبة اهتزاز يذكرنى بميعاد الأتوبيس المتوجهه من السويس للأسكندرية لتنتهى مراحل التعليم وينتهى معها كل شىء واى شىء كان يراودنى حتى الحب انتهى نعم انتهى انتهى فى عصر لم يعد فيه شىء اسمه حب ولا عمل ولا علم ولا فن ولا ثقافة ولا اخلاق ولا اى شىء انتهت مرحلة التعليم العالى ودخلت الى حياة اخرى ان امدنى الله بالعمر سأرويها لكم ...

ينشر فى نفس الوقت فى منتدى جامعة قناة السويس فرع السويس و مدونة مصرى بجد ...